العجوز و الأطفال
في مدينة مأهولة بالسكان كان هناك بيت صغير يسكنه 3 اطفال.. لا يوجد فيه سوى فراش قديم ووساده . يتقاسمهما الاطفال الثلاثة كل بدوره.... يُعرج عليهم بين آن وآخر رجل عجوز يحمل على كتفية صرة فيها بعض من الطعام يتقاسمونه سوية.. يقص عليهم بعض القصص..يطمئن على كل منهم في فراشه ثم يرحل... اعتادو عليه .. حتى اتى يوم وتأخر .. لم يجد الاطفال طعام يأكلونه.. خرج اكبرهم يبحث عن الطعام.. وصل الى احد المطاعم الشعبيه.. تأمل الزبائن وهم يلتهمون طعامهم بشراهة.. سال لعابه.. رأه نادل في المطعم.. اقترب منه.. شعر بالخوف... ناداه... واعطاه بعض الطعام.. عاد الى المنزل تغمره السعاده.. تناول الطعام مع اخوته.... اتى اليوم التالي .. لم يأتي الرجل العجوز.. خرج الطفل الثاني .. ذهب الى المطعم.. عاد بالطعام .. وهكذا في اليوم الثالث... شعر الاطفال بالقلق عليه... ذهبو للبحث عنه.. لم يجدوا له اي اثر... عادوا الى المنزل وقد تملكهم اليأس.. وجدوه في انتظارهم .. ركضوا اليه... سألوه لماذا غاب عنهم.... ترك لهم ورقة صغيرة كتب عليها رقم هاتف ثم رحل.... مرت الايام.. شعروا بأصناف الجوع.. كانو يذهبون الى المطعم فيجدونه مغلقاً..... اخذ الاخ المتوسط الورقه .. ذهب الى منزل جيرانهم .. اتصل بالرقم الذي تركه العجوز.. واخبره ان رجلا عجوزا ترك هذا الرقم لديه.. اجابه الرجل .. قال انا محامي الخاص به..حدد موعدا كي يلتقي به وبأخوته ....وصف له المنزل.. وبعد ساعات قليلة.. وصل المحامي .. سأله الاطفال اين الرجل العجوز افتقدناه كثيرا... اجابهم بحسرة لقد مات.. بكى الاطفال كثيراً .... حاول تهدئتهم.. واخبرهم بأنه ترك لهم شيئاً مهماً.. سأله الاخ الاصغر ما ذا ترك.. طلب الرجل منهم الذهاب معه .. خرج الجميع حتى وصلوا الى المطعم....استقبلهم النادل ... اندهش الاطفال!!.. اعزائي...... اختلطت مشاعرهم بالفرحة والدهشه.. سأل كبيرهم وما شأن العجوز والمطعم!!
اجابه المحامي.. هو صاحبه.. وقد تركه لكم.. اجاب الاطفال .. لنا نحن؟! قال النادل .. نعم تفضلوا معي فمائدة الطعام جاهزة.. وبعدها سنكمل اجراءات التسليم...
ذهب الاطفال برفقة المحامي.. جلسواعلى طاولة الطعام .. ينظر بعضهم الى الاخر.. ابتسم المحامي .. قائلا.. سأفسر لكم كل شيء.... انصت اليه الاخوة... قال لهم المحامي.. ان الرجل العجوز لا يملك سوى هذا المطعم وهو وحيد لا اقارب له.. فقد قرر ان يتركه لكم انتم..قاطعه الاخ الثاني.. ولما نحن بالذات؟ اجابه النادل .. لانه عانى في طفولته.. مثلما تعانون انتم... لم يقتنع الاخ الاكبر بالاجابه؟ وقال : هناك اطفال كثير من امثالنا! يبدوا ان في الامر سر .. اجاب المحامي .. كل ما في الامر انه احبكم انتم .. انتم دون كل الاطفال .. قال الاصغر .. جواب غير مقنع..غضب المحامي.. وما شأنكم انتم.. كل ما يجب عليكم هو استلام المطعم تحت وصايتي ... سأل الاكبر ولما تحت وصايتك انت بالذات؟ لاني محاميه الخاص .. وانتم لازلتم اطفال صغار..قال النادل بإكبار .. بل اطفال بعقول كبار!!
قال الاخ الاكبر .. سنرحل اذا لم تخبرنا ماهو السبب الحقيقي... صمت المحامي.. خرج الاطفال من المطعم.. لحق بهم المحامي. قال الاكبر اريد تفسيرا.. قال المحامي ..لا استطيع فقد اوصاني العجوز الا اذكر السبب.. اجاب الاخ الاكبر حسنا سنحترم رغبة العجوز .. فرح المحامي وقال .. اذا ستستلمون المطعم؟ ابتسم الاخ الاكبر وقال ..كلا .. ثم اخذ اخوته ورحل.......