صــــــــمــــــــــت اعتاد على الصمت منذ نعومة اظافره .. لم يختلط بأي من جيرانه ولم يكون صداقات .. لايرغب في الخروج من المنزل حتى لايستمع لضجيج السيارات او يخترق اذنيه صوت مرتفع من المارة ..واذا اضطر للخروج لشراء بعض حاجياته فلايستغرق ذلك الا دقائق.. يكتب ما يرغب بشرائه في ورقه يعطها لحارس العمارة فيأتي له بما يريد.. يستمتع بالجلوس في منزله وقراءة الكتب والمجلات.. استغنى عن جرس المنزل وابدله بضوء.. لا يملك هاتف .. يكره الهاتف النقال.. ظنوه أصماً أو ابكما..فتعاملوا معه على هذا الأساس.. عاش على هذه الحال اعوام عديده.. لايكلم احدا ولا ينصت لأحد ..كان يضع عازلا في اذنيه كقطن او أي شيئ .. اليوم استيقظ كالعادة وكتب ورقة كي يعطيها للبواب فلم يجده.. ووجد العمارة خاليه من السكان.. بحث هنا وهناك.. استمر ذلك لأكثر من ساعه ..اندهش من ذلك الهدوء الذي يسيطر على العمارة فما كان يحتمل الخروج من باب منزله لدقائق من شدة الأزعاج..ترى الى اين ذهب الجميع?!.. ربما سقطت العمارة التي امام عمارتنا فذهبوا جميعا للأستطلاع!؟..او ربما انفجرت انبوبة غاز في احد المطاعم بجانب عمارتنا ؟؟......... وما شأني انا فليذهبوا الـى الـــ ..... جلس امام بوابة العمارة الزجاجيه يتأمل المنظر الخارجي .. رأى شاب وفتاه في قمة السعادة.. رأى ام تحمل طفلها وتهمس في اذنيه.. وابتسامته تزين وجهه البريئ.. نظر الى طفلة تحمل باقة ورد وتردد كلمات .ترى مالذي يردده كل هؤلاء وما سر تلك السعادة.......فتح البوابة ..خرج .. اقترب منهم وما ان نطق بأول كلمة حتى اغلق الجميع اذانهم وفروا من امامه كمن اصابته نوبة صرع..وقف بمفرده في وسط الشارع .. ادرك انه اختار الصمت بنفسه بعد ان نفر الناس من صوته.. ابتسم فى حزن.. ثم قرر الصمت الى الأبد ..... 2/4/2007
|